طفلي لا ينهي طعامه... هل أقلق؟
==============
يعترض على كل شيء ويلعب بالمأكولات من دون أن يتذوقها... لا يعجبه طعامي ولا طعام جدته ولا حتى المأكولات الجاهزة، هل طفلي بخطر؟
تختلف الشهية بين طفل وآخر، تكمن المفارقة أحياناً بحدوث ذلك في العائلة بين الأشقاء. ليس للقلق أي معنى إن كان النمو طبيعياً، فالطفل الذي يتناول الطعام بكمية قليلة ويتمتع بنمو طبيعي يكون بحالة جيدة، لكن إن حصل تباطؤ في النمو تسوء الحالة، من النادر نسبياً حدوثه، ابحثي حينها عن الأسباب العضوية المحتملة مثل قصور الغدة الدرقية أو عدم تحمّل الغلوتين... عموماً، تذكري أن الطفل يأكل كمية أقل من البالغ أو المراهق، وخذي في الاعتبار أنه لا يشعر بالجوع أحياناً وهو ينظر الى الخضار أو إلى طبق غير مألوف.
في حين أنه كان يتذوق من قبل المأكولات بسهولة، ها هو اليوم بين سن 4 و9 أعوام يعترض على كل شيء: إنه في مرحلة «الرهاب من الحداثة».
راقبي طعامه
تقضي الطريقة الفضلى لتخطي هذا الرهاب بتقديم أصناف متعددة من المأكولات بمذاقات متنوعة. أصري على الولد ليتذوقها، حتى لو لم ينه صحنه، لكن لا تجبريه، لذلك، من المهم تقديم المأكولات بانتظام وبأنواع مختلفة سواء كانت نيّئةً أو مطبوخةً... سيعتاد عليها مع الوقت وسيأكلها بشهية.
أما من ناحية النقص في الفيتامينات، نوعي في التغذية واحرصي على أن يأكل كمية قليلة من كل صنف لتكون الأخطار محدودة. يمكنك الإستمرار بإعطائه جرعةً من الفيتامين D، في بداية الشتاء وفي حال النقص في الحديد بسبب عدم تناول كميات قليلة من اللحم، وفي حال إصابته بالزكام».
تتحدد العادات الغذائية في سن مبكرة. لكن، ثمة أطفال يأكلون الحلويات مباشرةً بعد انتهائهم من تناول وجبتهم. يدعى أولئك الأطفال «بالثلاجة»، لأنهم يأكلون بين الوجبات ولا ينهون أبداً طبقهم، فيشعر الأهل أن شهيتهم خفّت. في الواقع، يهدم هؤلاء بنيتهم، ما يؤدي الى زيادة وزنهم. من الضروري أن تتحكمي، في هذه الحالة، بالغذاء وضعي نظاماً غذائياً أفضل يتضمن ثلاث وجبات يومياً فضلاً عن وجبة خفيفة عند الرابعة ومنع تناول المأكولات بين الحين والآخر.
هل يعاني طفلي من الأنوركسيا؟
خوفك غير مبرر، لأن الأنوركسيا لا تصيب الأطفال. في المقابل، يمكن للتغذية أن تصبح مصدر نزاع، خصوصاً إن كانت الأم شديدة القلق. تخفي قلة الطعام أحياناً نوعاً من الخوف، يسعى الطفل الى لفت الانتباه وتعكس التغذية هذه الغاية. يستطيع الأب أن ينوب عن الأم في التخفيف من هذه النزوة أو التخلص منها، وإن تحولت الحالة إلى هوس، يجب الإتصال بطبيبه، لا بل بطبيب نفسي يفهم جيداً هذه المشكلة ويسعى إلى حلها.
تقبلوا تحياتي
أخوكم مووودي