محاسبة النفس
( ما من طاعة الله شئ إلا يأتي في كره وما من معصية الله شئ إلا يأتي في شهوة فرحم الله رجلا نزع عن شهوته
وقمع هوى نفسه فإن هذه النفس أبعد شئ نزعا وإنها لا تزال تنزع إلى مصيبة في هوى )
( طوبى لمن ذل في نفسه وطاب كسبه وصلحت سريرته وحسنت خليقته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من لسانه
وعزل عن الناس شره )
لكل إنسان عدو في داخله يزين له إرادة الشر ويغريه بالشهوات ويلقيه في المهلكات
وهذا العدو هو نفسه النزاعة إلى المعصية وهنا يكمن الخطر
نفسك التي تعتقد بأنها ناصحة أمينة مخلصة تسلمك للخطايا والذنوب
تسرك لحظة لتسئ إليك مدى الحياة
فإذا كانت نفس الإنسان هي أعدى أعدائه فلم لا يحاسبها وينتقده هفواتها كما ينتقد الآخرين ؟
لما يتساهل معها ويبرر أعمالها وميولها الإجرامية تارة وشهواتها الشيطانية تارة أخرى !
جاء في الحديث أن رجلا عبد الله أربعين سنة ثم قرب قربانا فلم يقبل منه فقال لنفسه : ما أتيت إلا منك
فأوحى الله إليه : ذمك لنفسك أفضل عندي من عبادتك أربعين عاما
قال الإمام الصادق (ع) : لا حجاب أعظم وأوحش بين العبد وربه من هوى النفس
قال أمير المؤمنين (ع) في وصف التقي الصالح : ( نفسه منه في عناء والناس منه في راحة
أتعب نفسه لآخرته وأراح الناس من نفسه )
نأتي هنا للتفسير :
أتعب نفسه ؛ لأنه يراقبها ويحاسبها على كل شئ ولا يستجيب لشئ من أهوائها وأغراضها
وأراح الناس من نفسه لأن إهتمامه بعيوبه صرفه عن الناس وبعكسه من يلتهي بعيوب الناس ويتغاضى عن نفسه
سئل الإمام : كيف يحاسب الرجل نفسه ؟
قال : إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه وقال : يا نفس إن هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبدا
والله يسألك عنه فيما أفنيته فما الذي عملت فيه ؟
أذكرت الله ؟
أقضيت حق أخ مؤمن ؟
أنفست كربته ؟
أحفظته في ظهر الغيب ؟
ما من أحد منا إلا وله زلات وهفوات نسأل الله العفو عن زلات ألسنتنا وعثرات أنفسنا
أترككم في حفظ الله ورعايته