ما الذي يمنعك من السير في طريق الفقراء وانت غني؟
وما الذي يمنعك من احتساء فنجان من القهوة وأنت متربعا على بساط البسيطة؟!
وما الذي يمنعك من الاعتذار عن موقف كان قد بدر عنك في لحظة غضب؟!
وما الذي يمنعك من الضحك أو التبسم في وجه أناس قد أحاطوك بهالة من السعادة في يوم ما؟!
ما الذي وما الذي؟!
لماذا كلما شدتنا الحياة نحو الترف والعلياء............
نصرعلى إنكار ذواتنا الحقيقية المخفية في اللاشعور؟!
نصر على إنكار الطبيعة الجميلة فينا؟!
فنقصو بعيدا عن الحقيقة والجمال والبساطة...
لماذا كلما أبهرتنا الدنيا بملذاتها وخيراتها ابتعدنا عن الله؟ّّّ!!! واقتربنا من صوت الكذب في أعماقنا....صوت الشر والشيطان..فنصرخ تاليا ويصرخ فينا صوت الكبر والبدع؟! وراء التيار.... تيار اللاعودة...تيار الجري وراء الموضة والتقليد الأعمى في كل شيء...في اللباس والمأكل والمشرب حتى اللكنه... فيعوج في صدورنا القلب قبل اللسان...فتظهر أعمالنا مزيفة كما نحن....!!!
فنحن من كنا نحتسي القهوة العربية أو التركية...نرفض الا نشربها بعباءة أخرى ولا نتنازل عن إدخال (الإكسبريسو) وان كانت أغلى ثمنا وأردأ طعما....!!!
ونحن من كنا نرتدي ما يتناسب وعاداتنا وأفكارنا وفكرنا وذوقنا فأصبحنا نقلد المرأة الأوروبية في طريقة لباسها وخط سيرها...فوقعنا في شرك من التناقضات والمفارقات الفظيعة...فأصبحت الفتاة تخرج –وللأسف- وكأنها –عفوا للتعبير- اثنين في واحد ، من الأعلى ترى فتاة مسلمة محتشمة جميلة يزين رأسها الحجاب الإسلامي الساتر الأنيق... أما من الأسفل فناهيك من ذلك ترى فتاة مسلمة بطابع أوروبي –بنطال جينز ضيق ومغر للغاية – وما أدلراك ما البنطال؟؟؟!!!
وكأن الفتاة المسلمة أصبحت صريعة الشك والخوف والحاجة!!فهي تشك في حبها لله ونفسها وتخاف في نفس الوقت من عقاب بارئها وهي في الوقت ذاته تحتاج الى أن تلفت أنظار من حولها...وتظهر كما سلف (اثنين في واحد)!!
إذا الانسان منا ضعيف قوي...متواضع مغرور...كريم مناع...
الانسان منا اذا مسه الخير كان منوعا واذا مسه الشر كان جزوعا ...واذا لامست يداه النعم وأغرته من رأسه حتى قدميه...أعاد سبب ذلك لنفسه وذكائه وجهده ...دون شكرا وحمدا لله...
واذا مسه الشر ...صرخ في نفسه صوت الشيطان فكفر وجحد ورد ذلك الى غضب الله عليه وعدم رضاه عنه وعدم عدله –ما عاذ الله- فيقع في شرك الفوضى والضياع الذهني والنفسي والديني.
أو ليس حري بك ايها الانسان ان تتواضع لله وتشكره بدلا من القنوط واليأس والتيه في دنيا الكبرياء الساحق ، كيف بك ايها الانسان ان تضع نفسك في مقارنة خطيرة مع الله الذي خلقك وصورك وجبلك قبلا على الخير والفطيرة...فطرة الاسلام والخير والحب فتركك تاليا مع نفسك لتختار الطريق التي رسمها الدين لك دون ضياع او حياد او تطرف ،فالخالق لم يتركك هكذا لتسير وحدك دون مرشد أو نبراس يدلك ويهديك للخير...فأنت مخير لا مسير...فاختر طريق العدل والحق والتواضع...نعم التواضع للخالقى وليس الترفع والكبر ومشاركة الخالق صفاته.
فلقد اشار الله عز وجل لنا ان كل انسان منا عليه الايمان بصفات الله وعدم ايقاع نفسه بالتناقضات والمتاهات باشراكه نفسه لذات الله الصفات المقدسة...فلا يتكبر ويعلو...قال صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: (العظمة والكبرياء إيزاري فمن شاركني فيهما ) فقد اشار الله لنا في هذا الحديث القدسي اهمية تواضع الانسان لخالقه فحذره من الوقوع في الكفر...بمشاركته الله صفاته...؟!
على الانسان المسلم الحق اتباع صوت الحق في داخله ...صوت الفطرة ...فطرة الخير والانسانية التي بذرت في اعماقه منذ ولادته...والتي دوت بصوتها الجمهوري قائلة له: " حم واتبعني وتمسك بي ولا تترك نفسك وحيدة ضائعة بين الخير والشر ... والحق والباطل...والكبر والتواضع...بوقوعك في شرك الغرور والعظمة...
عد حيثما كنت وكانت نفسك وروحك توأم ...عد الى طريق الصواب والاستقامة...عد الى طريق طبيعتك وصفاتك وايمانك بالله...عد...دون عودة الى الوراء...دون ضياع او كبرياء زائف خادع...فالكبرياء يجعلك انسانا جاحدا لنعمة الله.........!!!!!!!!!