ALIGN=CENTER]البدانة أو السمنة المفرطة هي إحدى الحالات التي تصيب الجسم بسبب تجمع الشحم الزائد في مناطق مختلفةمنه نظرا لان ما يدخل إلى الجسم عن طريق الفم من سعرات اكثر مما يتمكن الجسم من استخدامه. وبهذا فالسعرات الزائدة عن حاجة الجسم ستخزن على شكل شحوم نقية أو على شكل نسيج شحمي. ليس بالضرورة أن يكون الشخص بدينا إذا كان وزن الجسم زائدا عن الحد المسموح به وبصورة خاصة في الأشخاص الذين تمتاز أجسامهم بالضخامة الطبيعية من ذوي العظام الغليظة بطبيعتها.
ومن المكن أن يوصف الشخص بالبدانة إذا ما زاد وزنه بمقدار عشرين في المائة عن الحد المسموح به.
اسباب السمنة
هورموني
التقاليد العائلي او الاعراف السائدة
وراثي
نفسي
عصبي
رغم أن عدم التوازن في إفراز الجسم لبعض الهرمونات أو عدم انتظام إفرازات بعض الغدد قد يكون وراء العديد من حالات البدانة وعدم سيطرة الجسم على التوازن الضروري بين ما يستهلك وما يصرف من طاقة، إلا أنها تعتبر ليست ذات بال أو أهمية تذكر في هذا المجال. فهي لا تشكل إلا خمسة بالمائة فقط من مجموع الأشخاص البدينين.
عدم التوازن بين المستهلك والمصروف من الطاقة قد يعود إلى الكثير من الأسباب الأخرى. ورغم أن البدانة قد تكون ظاهرة عائلية توجد في بعض العوائل دون غيرها مما يوحي بان الحالة مرتبطة بالوراثة، إلا أن هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن النمط الغذائي المتبع لصغار السن والذي غالبا ما يفرض عليهم من قبل الأمهات البدينات، هو العامل الرئيسي في ما ينتقل من العادات السيئة في التغذية من جيل إلى الجيل الذي يليه. فطريقة ونمط المعيشة سواء كان للأفراد أو للجماعات والشعوب قد يلعب دورا متميزا في انتشار البدانة بين مجموعة دون المجموعة الأخرى. فالمجتمعات الأكثر ثراء من غيرها حيث يتوفر الغذاء كثير السعرات الحرارية والمشروبات، غالبا ما تتزامن مع نمط حياتي يتصف بالرتابة وعدم الحركة مما يؤدي إلى عدم الحاجة لصرف سعرات حرارية مما ينتج عنه زيادة واضحة في وزن الأفراد ومن ثم البدانة. من المسببات الأخرى للبدانة الإجهاد. حيث تسبب الحياة العصرية الكثير من الإجهاد والتعب النفسي مما ينتج عنهما أن الكثير من الأفراد يتوجهون إلى تناول الأغذية والمشروبات بشكل غير عقلاني بغية الابتعاد عن مشاكل العمل ومنغصا ته. وليست البدانة غير محببة في الكثير من المجتمعات الحديثة الواعية التي تعتبر الرشاقة فيها صفة متميزة ومرغوبة فحسب، بل أنها في الوقت نفسه تعتبر مشكلة صحية خطيرة أيضا.
الأخطار الناجمة عن البدانة
من المعروف والمسلم به بصورة عامة أن نحيف الجسم أطول عمرا من البدين. فاحتمال تعرض البدين للعديد من الأمراض وهو في ريعان الشباب وبشدة وفي فترات زمنية متقاربة اكثر من الشخص المعتدل في وزنه. كما أن البدينين قد يأتيهم الأجل أسرع من غيرهم بسبب تعرضهم لامراض تلف القلب أو الأوعية الدموية أو الكلى. والعديد من البدينين يموتون أيضا بسبب حوادث عرضية غالبا ما يتعرضون لها جراء إصابتهم بمرض السكري . كما أن العديد منهم يعتبرون مشكلة للجراحين الذين يرومون إجراء عملية لهم. إضافة إلى ذلك، فللبدانة تأثيرات نفسية جانبية لمن يعاني منها، كالانطوائية والخجل من معاشرة الغير رغم أن بعضا ممن يعاني من البدانة قد يكون عنيفا بسبب المشاكل النفسية التي يعاني منها.
العلاج:
يهدف علاج البدانة إلى غرضين رئيسيين: الأول القضاء على مسبباتها واقتلاع أصولها والذي قد يكون صعب التنفيذ بعض الشيء نتيجة لارتباطه بقضايا نفسية وعاطفية.
أما الثاني فيتمثل في التخلص من الزيادة في الشحوم المتراكمة في أجزاء مختلفة من الجسم.
للعودة بالجسم إلى الوزن الطبيعي يتوجب التقليل من مقدار السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد وتحت إشراف طبي متخصص. هنالك العديد من برامج الحميات الغذائية السريعة النتائج ومنها ما يعتمد على عدم صرف مقادير كافية من الطاقة، وبهذا فأنها ليست ذات فائدة تذكر على المدى البعيد وخاصة فيما يتعلق بالإبقاء على الوزن بعد اتباع الحمية.
من اكثر طرق الحميات الغذائية شيوعا لمعالجة البدانة هي الطرق التي يتبع فيها غذاء متوازنا ذا سعرات حرارية قليلة. وينصح اكثر المختصين في مجال التغذية باتباع حمية غذائية تكون سعراتها الحرارية ما بين 1200-1500 سعرة في اليوم الواحد وعلى الشكل التالي: 60% من الكاربوهايدرات، 30% من الدهن، و10% من البروتين.
بينت الدراسات الحديثة التي أجريت في العديد من مراكز علاج البدانة بان الذين يتبعون حمية ذات سعرات حرارية واطئة يفقدون 10% من وزنهم خلال 20 أسبوعا. ومع ذلك فالذي يتبع هذا النوع من الحمية سيستعيد 1/3 ما فقده خلال سنة واحدة إذا لم يستمر على اتباعها.
من الطرق الأخرى الأكثر صرامة والتي عادة ما توصف لمن يزيد وزنه ب40 رطلا عن المعدل المقبول اتباع حمية ذات سعرات حرارية واطئة جدا تتراوح بين 400 - 800 سعرة في اليوم الواحد. وتعتمد مثل هذه الأنواع من الحميات الغذائية على تناول ما بين أربعة إلى خمسة وجبات من الأغذية السائلة. ولاتباع مثل هذه الحميات، يخضع كل من يتبعها إلى فحوصات طبية دورية دقيقة خلال فترة الحمية. وقد بينت الدراسات أن هذه الطريقة تؤدي إلى فقدان الشخص بين 15-20 بالمائة من وزنه الأولي خلال 16 أسبوعا. ويمكن أن ستعيد نصف ما فقده خلال سنة واحدة.
الحركة وممارسة التمارين الرياضية
اتباع حمية غذائية ذات سعرات حرارية محدودة لا تكفي لوحدها في استمرارية الجسم على المحا فظة على ما فقد من شحوم . ومع أن ممارسة التمارين الرياضية وتأثيراتها المستقبلية والآنية على نقصان الوزن مدار نقاشات علمية ، إلا انه مما لاشك فيه أن الاستمرار على اتباعها ومما رستها يعتبر من اهم العوامل في السيطرة على وزن الجسم على المدى البعيد. أن ممارسة التمارين الرياضية بصورة دورية سيؤدي كذلك إلى تحسين الحالة الصحية الامة للشخص وبذلك التخلص من بعض المشاكل المرتبطة بالسمنة بما فيها من ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الكوليستيرول فيه ومرض السكري.
تغيير النمط الحياتي
ترتبط زيادة الوزن ارتباطا وثيقا بالكثير من العادات الغذائية والنمط المتبع فيها. فالأماكن والأوقات والنشاطات والحالة النفسية كلها من العوامل التي تؤثر في زيادة الوزن والذي قد يتغير حسب الفصول ويكون مرتبطا به حيث قد يرتفع او ينخفظ. لذا ينصح الكثير من الاختصاصيين في علاج البدانة بالاحتفاظ بسجل حول كافة الأصناف التي يتناولها الشخص من غذاء وبصحبة من وما هي الحالة النفسية التي كان عليها الشخص حينذاك وما العامل الذي حفز الشخص على تناول الغذاء. وبعد أسبوع أو أسبوعين من تاريخ البدء بالتسجيل سيتبين بعد مراجعة السجل أن هناك نمطا معينا يرتبط بتناول كميات غير اعتيادية من الطعام والتي عادة ما تكون عبارة عن فعالية معينة أو حالة نفسية. وبهذا وبعد التعرف علىالاسباب الكامنة وراء الزيادة في تناول الغذاء سيكون من السهل تنظيم طريقة للتخلص من عادة الإفراط في الأكل التي تؤدي إلى البدانة.
معامل كتلة الجسم
معامل كتلة الجسم عبارة عن رقم اتفق عليه المختصون في علوم التغذية والصحة والعلوم الطبية الاخرى بغية التعرف على الحالة الصحية للفرد البالغ وفيما اذا كان مقدار ما يتناوله من مواد غذائية يتفق مع ما يصرفه بغية الإبقاء على الجسم صحيحا معافى دون التعرض الى الإصابة بأمراض نتيجة لذلك. كما أن ذلك يعطي مقياسا للمقارنة ومن ثم الإبقاء على الحد لمقبول الذي يتيح للشخص القيام بالفعاليات اليومية المختلفة دون الشعور بالإرهاق بسبب الشحوم الفائضة عن الحاجة أو بسبب نقصها الذي يسبب هو الآخر أمراضا مرتبطة بالنحافة غير المقبولة. لحساب معامل كتلة جسمك عليك إجراء التالي: اقسم مقدار وزنك محسوبا بالكيلوغرامات على مربع طولك محسوبا بالأمتار .
تناول الأدوية للتخفيف من الوزن
بصورة عامة، فان تناول أية أنواع من الأدوية لا ينصح بها إلا لمن كان معامل كتلة جسمه 30 أو اكثر من ذلك أو أن معامل كتلة جسمه أكثر من 27 ولكنه يعاني من السكر أو ارتفاع ضغط الدم . ومن أهم خصائص مثل هذه الأدوية تقليل الشعور بالجوع ليس إلا مما يسهل في اتباع الحمية الغذائية . يجب أن تمتاز الأدوية التي يتم استخدامها لتخفيف الوزن بعدم وجود أعراض جانبية لأي من فعاليات الجسم. لذا فإنها تخضع لتجارب عديدة قبل إجازتها من السلطات الطبية المعنية.
الامفيتامين: من العقاقير التي كانت توصف بكثرة للتخلص من السمنة غير ان الكثير من الدراسات بينت انها ذات مضار كثيرة ومضاعفات جانبية وانها تؤدي الى الادمان. لذا فقد منع تداولها ومنذ العام 1970
زينيكال: وقد استخدم هذا النوع من الأدوية أول الأمر في أوروبا ومن ثم أجيز مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية ويتم تناولها تحت إشراف طبي. قد يتسبب تناول الأدوية التي تعالج البدانة في فقدان ما بين 10-15% من الوزن ولكنه يبدا بالتناقص بعد مرور ستة اشهر من بدء العلاج ومن ثم المحافظة على هذا النقصان لفترة ثلاث سنوات. أما التوقف عن تناول مثل هذه الأدوية فيتسبب في النتيجة باسترجاع ما فقد الجسم من وزن. لذا ينصح معظم خبراء التغذية باستعمال مثل هذه الأدوية لفترات طويلة جدا بصورة شبيهة بتلك التي تستخدم لعلاج الأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم مثلا. ومن المؤسف القول بان التأثيرات الجانبية لمثل هذه الأدوية على المدى البعيد لم تحضى بالدراسات المطلوبة لحد الآن.