نظرات في مهرجان الشوق
كتب بعضهم فقال:
في ذات يوم وفي أحد الأسواق التجارية، كنت جالسا في أحد المقاهي أشرب القهوة، وأقرأ جريدتي المفضلة،
فإذا بفتاة جذابة في جسمها تتغنج في مشيتها، تمر أمامي وهي ترنو إلي بنظرة الولهانة المتعطشة لجمالي
ووسامتي وأناقتي. فإذا بي أقوم واقفا وأزجرها من غير شعور، فإذا بها تدخل أحد المحلات التجارية، فلم أستطع أن أدخل خلفها وذلك خوفا من رجال الهيئة وليس خوفا من الله- والعياذ بالله- فأدرات وجهها إلي
وأشضارت بيدها، ومن غير شعور دخلت المحل وقالت لي بكل أدب: لو سمحت ممكن الرقم؟ فأمليته عليها
شفهيا وهي تسجله في الجوال الذي ظهر لنا في هذا العصر وجلب لنا المصائب والمشاكل.
وبعدها بساعات آخر الليل هاتفتني، وبدأنا بالكلام الحلو والإعجاب من كلا الطرفين. وقالت لي إنها مطلقة
وسيدة أعمال وتملك أموالا وتبلغ من العمر ( 31 ) عاما، وإذا رأيتها كأنها فتاة بعمر ال ( 18 ) ربيعا، وبعد كل هذا الكلام بدأنا بتحديد المقابلات وتقابلنا كبداية في المطاعم، ثم المقاهي، كنت في كل مقابلة لم أستطع ان أقبلها، أو حتى أقبل يديها، فزاد تمسكي بها أكثر، لأنني قلت في نفسي إنها شريفة ولم تتعرف على أحد غيري من قبل ولاتريد أن تتعرف على احد غيري لأنني في نظرها الشاب الوسيم، فهي معجبة بي أشد الإعجاب.
وفي ذات يوم هاتفتني وقالت لي أريدك في أمر مهم، فقلت لها: أنا تحت أمرك، فقالت لي أريد أن أقابلك في المطعم الفلاني بعد ساعة، فقلت أنا قادم . . . فقابلتها في المطعم ودار الحديث بيننا فقلت لها ما الذي تريدين مني
أن أفعله؟ فإذا بها تخرج من حقيبتها تذكرة سفر إلى القاهرة بالدرجة الأولى بإسمي، وكذلك إقامة لمدة ثلاثة أيام في فندق " خمس نجوم "، وكذلك شيك مصدق باسمي بمبلغ وقدره عشرة آلاف ريال سعودي ( 10000 )،
فقالت أريدك ان تذهب إلى القاهرة بعد غد كما هو محجوز في التذكرة إلى ذلك الفندق " الجحيم " إلى شخص يدعى " فلان " وهذا رقم هاتفه ( .... ) حتى يذهب بك إلى الشركة الفلانية، وتوقع نيابة عني معه على كمية من
الملابس والأزياء العالمية القادمة من باريس وهذه ورقة توكيل مني بذلك، فأرجو منك الذهاب.
ثم بعد ذلك وافقت على ماطلبته مني، فأخذت إجازة من العمل بعد شجار مع رئيسي، فسافرت في نفس الموعد
(( فيا ليتني لم أسافر تلك السفرة ))، فبعد أن وصلت هناك في الساعة الرابعة عصرا أخذت قسطا من الراحة،
وفي تمام الساعة السادسة مساء أخذت هاتفي الجوال وطلبت ذلك الرقم (( فيا ليتني لم أطلبه )) .. توقعوا من كان
على هذا الرقم؟! إنها صاحبتي !! فقلت لها فلانة؟ فقالت: نعم أنا فلانة هل تفاجأت يا .. ؟ فقلت: نعم، فقالت: أنا
أتيت لأشرح لك الأمر أكثر، ثم قالت لي تعال إلى الجناح رقم ( .... ) فذهبت فورا وأنا مبسوط، فدخلت عليها
بالجناح في نفس الفندق وهي لابسة الملابس الخليعة الفاتنة، فنسيت نفسي وزنيت بها - والعياذ بالله.
فمددت إجازتي إلى عشرة أيام ومكثت هناك كل المدة معها، وبعد أن عدنا إلى بلادنا علفى طائرة واحدة، وفي
الدرجة الأولى المقعد بجانب المقعد، ونحن في الجو والله يرانا من فوق وكأننا لم نحس بوجود الله - والعياذ بالله -
واستمررت معها على هذا الحال لمدة سنة !! أذهب لها للجماع في فلتها، وهي كذلك تأتي في شقتي المتواضعة، كانت تاتي لإشباع رغبتها الجنسية !! وفي ذات يوم كنت أسير أنا وأخي في السيارة . . قدر الله وحصل لنا حادث مروري، فأصيب أخي بنزيف حاد وانا لم أصب بأي أذى - والحمد لله - وإنما كدمات خفيفة غير مؤلمة فتجمهر الناس علينا ونقلنا الإسعاف إلى أحد المستشفيات القريبة من الحادث، فأدخل أخي غرفة العمليات فورا وطلب مني الطبيب أن أتبرع لأخي من دمي لأن فصيلتي تطابق فصيلته، فقلت انا جاهز . .
فأخذني إلى غرفة التبرع بالدم، وبعد أن أخذوا مني عينة بسيطة وفحصها من الأمراض المعدية. كنت واثقا من نفسي، ولم يخطر على بالي لحظتها صديقتي التي جامعتها، فبعد نتيجة الفحص أتى الطبيب ووجهه حزين، فقلت
له ماذا أصاب أخي ياطبيب؟ قل لي أرجوك. فقال: يابني أريدك أن تكون إنسانا مؤمنا بقضاء الله وقدره، فنزلت من السرير واقفا وصرخت قائلا مات اخي؟ هل مات أخي؟ فقال لا، فقلت: ماذا إذا؟ فقال لي الطبيب : إن دمك
ملوث بمرض الإيدز الخبيث .
فنزل كلامه علي كالصاعقة . . ليت الأرض انشقت وابتلعتني، ولم يقل حقا أني مصاب بهذا الداء القاتل، يالله . .
يالله، ومنذ متى وأنا بهذه الحالة؟ قال لي الطبيب أنت غير مصاب، ولكنك حامل للمرض فقط، وسوف يستمر معك إلى مدى الحياة، والله المستعان.
وبعد يومين من الحادث توفي أخي رحمة الله عليه، فحزنت عليه حزنا شديدا لأنه ليس مجرد اخ فقط، ولكن كان
دائما ينصحني بالإبتعاد عن تلك الفتاة " صاحبتي " لأنني قد صارحته بقصتي معها من قبل . . فبعد موت اخي
بعشرة ايام إذا بصاحبتي تهاتفني تقول لي أين أنت؟ طالت المدة، فقلت بغضب شديد : ماذا تريدين؟ فقالت ماذا بك؟ فقلت مات اخي بحادث مروري وأنا حزين عليه، فقالت : الحي أبقى من الميت ولم تقل رحمة الله عليه . .
لقسوة قلبها، فقالت : عموما متى أراك - ولم تقدر شعوري بعد - فقلت لن أراك بعد اليوم، فقالت لماذا؟ فقلت لها بصراحة أنا أحبك لاأريد أن أضرك بشي، فقالت مابك؟ فقلت : أنا حامل مرض الإيدز فقالت كيف عرفت ذلك؟
فقلت عندما أصابنا الحادث أنا وأخي رحمة الله عليه - فذكرت لها القصة كاملة - فقالت لي هل أتيت فتاة
غيري؟ قلت لها لا . . وأنا صادق، ثم قالت هل نقل إليك دم في حياتك؟ فقلت لها أيضا لا، فقالت : إذا تحقق
مناي، قلت لها غاضبا ماقصدك يافلانة؟ فقالت أريد أن أنتقم من جميع الشباب الذين هم من كانوا السبب في نقل المرض إلي وسيرون ذلك وأنت أولهم والبقية من أمثالك في الطريق !!! وبعدها بصقت في وجهي وأغلقت السماعة .
فقلت حسبنا الله ونعم الوكيل عليك يافتاة الإيدز، وكلمات أخرى لاأريد أن أذكرها حتى لاأجرح مشاعركم، فأنا اليوم أبلغ من العمر ( 32 ) عاما، ولم أتزوج بعد وأصبت بهذا المرض وأنا في ال ( 29 ) من عمري، وكنت
لحظتهتا مقدم على الزواج وإلى هذا اليوم ووالدتي وإخوتي يطالبونني بالزواج ولكنني أرفض ذلك لأنني حامل
للمرض الخبيث، وهم لايدرون ولاأريد أن أنقله إلى شريكة حياتي وأطفالي، علما بأنني أكبر إخوتي، ووالدي رحمة الله عليه كان يريد أن يفرح بي ولكنه توفي وأنا في ال ( 29 ) من عمري ولم أحقق حلم والدي . . حتى زملائي في العمل يكررون علي دائما بأن أتزوج، فإنا اليوم متعب نفسيا، ونزل وزني إلى ( 55 ) كيلو بعد أن كان قبل المرض ( 68 ) كيلو، كل ذلك من التعب النفسي والكوابيس المزعجة من هذا المرض الخبيث، ولاأدري
متى سيقضي على حياتي، فقد تبت إلى الله توبة نصوحا وحافظت على الصلوات وبدأت أدرس وأحفظ القرآن
الكريم، ولو أنه كان متأخرا بعد فوات الأوان . . فأنا أوجه رسالتي هذه إلى جميع إخواني وأخواتي من
المسلمين بالإبتعاد عن كل شيء يغضب الله كالجماع غير الشرعي ( الزنا ) وغير ذلك من الأمور المحرمة.
وهذه نصيحتي أوجهها وأقول فيها:
إن الحياة جميلة وطعمها لذيذ بالصحة والعافية وطاعة الله تكون ألذ، وليس في لذة دقائق جماع غير شرعي
تضيع حياتك، وتؤدي بك إلى الجحيم والكوابيس المزعجة.
وهذه القصة كتبتها لكم لحبي وخوفي الشديد عليكم من الأمراض الخبيثة . . فأرجو منكم التقرب إلى الله أكثر
وتقوية إيمانكم به حتى لايغويكم الشيطان إلى المحرمات والعياذ بالله .
أخي نصحتك فاستمع لي وبالله استعنت على قبولك
ألست ترى المنايا كل يوم تصيبك في أخيك وفي خليلك؟